الاخلاص
ا تُقبل أعمال العبد إلّا بإخلاص النية والقصد والإرداة لله تعالى، فقد أمر الله -تعالى- نبيّه محمداً -صلى الله عليه وسلم- بالإخلاص أكثر من مرّةٍ، و ورد ذلك في مواضع من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: (فَاعْبُدِ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ)،[١] فالأعمال لا تُقبل إلّا بالإخلاص فيها والمتابعة، ويقول الله سبحانه: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)،[٢] فورد أنّ أحسن الأعمال الواردة في الآية السابقة يُقصد بها الخالص منها والأصوب، فلا بدّ أن يكون العمل خالصاً وصائباً، فلا يُقبل العمل الخالص إن لم يكن صائباً، وكذلك لا يُقبل العمل الصائب إن لم يكن خالصاً أيضاً، ويُقصد بالعمل الخالص العمل لله تعالى، أمّا العمل الصائب فهو العمل الموافق للسنة النبوية الواردة عن محمدٍ عليه الصلاة والسلام، وفي ذلك يقول الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (لا ينفع قول وعمل إلّا بنيةٍ ولا ينفع قولٌ وعملٌ ونيةٌ إلّا باتباع السنة)، ويقول سفيان الثوري: (ما عالجت شيئاً أشد على من نيتي لأنّها تتقلب عليّ)، وحقيقة الإخلاص تتمثّل بتوجيه وتحديد النية لله -تعالى- في الأعمال، دون رياءٍ ولا سُمعةٍ، أو سعي في القرب من أحد من الناس، أو نيل المدح والثناء منهم، أو الخوف والخشية من القدح والذم، وبذلك يسير المسلم إلى الجنة، وتتحقّق له المكانة الرفيعة والمنزلة الجليلة، ويمنع الشيطان من التسلّط عليه.
تعليقات
إرسال تعليق